أحوال الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء نقلاً عن الإمام الصادق (ع)
تاسوعا، مصطلح يشير إلى اليوم التاسع من شهر محرم، الشهر الأول من السنة الإسلامية، في التقويم الهجري القمري. هذا اليوم له أهمية كبيرة لدى المجتمع الشيعي، وبمناسبة شهادة الإمام الحسين (ع) وأصحابه الأوفياء في عاشوراء، يتم تنظيم مراسم العزاء والحداد في هذا اليوم على نطاق أوسع من الأيام السابقة.
بالنظر إلى أهمية الأحداث والرسائل لهذا اليوم وأهمية فهم أحوال الإمام الحسين (ع) في واقعة كربلاء، في هذه المقالة، بالنظر إلى المعلومات التي قدمها العلامة السيد محمد حسين الحسيني الطرازي في كتابه “نور ملكوت القرآن“، سنتناول الأحداث المهمة في يوم تاسوعا.
ترجمة النص العربي إلى العربية:
في المجلد الأول من كتاب “نور ملكوت القرآن”، جاء ما يلي:
عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: إن تاسوعا هو اليوم الذي حاصر فيه جيش شام الإمام الحسين (ع) وأصحابه، ووضعوا خيولهم حوله، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بكثرة جنده. لأنهم رأوا الإمام الحسين (ع) ضعيفًا، وأيقنوا أنه لم يعد أحد من أهل العراق سيساعده.
بِأَبِى الْمُسْتَضْعَفُ الْغَرِيبُ. «أبي فداه الغریب الذي ظن الظالمون أنه ضعيف».
صاح عمر بن سعد: اركب واذهب إلى خيمة الحسين.
الإمام الحسين (ع) كان يجلس أمام خيمته، وقد وضع رأسه على ركبتيه، معتمدًا على سيفه، عندما أخذته غفوة قصيرة. وفي تلك الغفوة، رأى رسول الله (ص) الذي قال له: “ستنتقل إلى جوار ربك قريبًا”.
سمعت السيدة زينب (ع) أصوات حركة الجيش، فجاءَت إلى الإمام الحسين (ع) وقالت: “العدو قد اقترب منا”.
قال الإمام الحسين (ع) لأخيه العبّاس: “اركب – بنفسك أنت – حتى تقابلهم وتسألهم عن سبب مجيئهم؟! وما الذي يريدون؟!”.
قال الإمام الحسين (ع) لأخيه العبّاس: “اركب – بنفسك أنت – حتى تقابلهم وتسألهم عن سبب مجيئهم؟! وما الذي يريدون؟!”.
ركب العبّاس، ومعه عشرين فارسًا، من بينهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر، وذهبوا إلى جيش يزيد بن معاوية. سألهم العبّاس عن سبب مجيئهم، فأجابوه:
“لقد أرسلنا إليك عبید الله بن زیاد، ليأمرك بالاستسلام لأمره، وإلا فسوف نقاتلك!”.
عاد العبّاس إلى أخيه الحسين (ع) لينقل له الرسالة، وفي هذه الأثناء، بدأ أصحاب العبّاس بالوقوف أمام جيش يزيد بن معاوية، وبدأوا في الموعظة والنصيحة.
قال حبيب بن مظاهر لجيش يزيد بن معاوية: “أقسم بالله أنكم ستكونون قومًا سوءًا في يوم القيامة، إذا دخلتم على الله. لقد قتلتم ذرية وعترة وأهل بيت نبيّه، وعبدة هذه المدينة الذين يقومون في السحر للتهجّد، ويذكرون الله كثيرًا!”.
رد عزرة بن قيس على حبيب بن مظاهر: “أنت تتباهى بنفسك أكثر مما تستطيع!”.
رد زهير بن القين على عزرة بن قيس: “أيها عزرة، لقد أثنى الله عليه، وهداه. أقسم عليك بالله ألا تكون ممن يساعدون راية الضلال في قتل النفوس الطاهرة!”.
رد عزرة بن قيس على زهير بن القين: “أيها زهير، أنت لم تكن من شيعة أهل البيت في نظرنا، وكنت على غير رأيهم وطريقتهم!”.
قال زهير بن القين لعزرة بن قيس: “ألستَ تدرك من موقفي هذا أنني منهم؟!”. أقسم بالله، لم أكتب له رسالة قط، ولم أرسل إليه رسولًا، ولم أعطه أي وعد بالنصرة. لكنني قابلته في الطريق. وعندما رأيته، تذكرت رسول الله (ص) ومقامه عند الله. وعرفت ما سيحدث له من العدو. فقررت أن أنصره وأن أكون من أنصاره. وسأضحي بحياتي من أجله، حتى أحفظ حق الله وحق رسوله الذي ضيعتُموه!”.
عاد العبّاس إلى أخيه الإمام الحسين (ع) وأخبرَه بما قاله القوم.
قال الإمام الحسين (ع) لأخيه العبّاس: “ارجع إليهم، واطلب منهم مهلةً هذه الليلة حتى الغد. لعلنا نصلي لربّنا الليلة، وندعوه، ونستغفره. فإن الله يعلم أنني أحب الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار”.
عاد العبّاس (ع) وطلب المهلة. وجاء رسول من عند عمر بن سعد، ووقف في مكانٍ يسمعه الجميع، وقال: “نعطيكم مهلةً حتى الغد. إذا استسلمتم، نرسلكم إلى أميرنا عبيد الله بن زياد. وإذا رفضتم، فلن نسمح لكم بالخروج!”.
قال الإمام الحسين (ع) لأصحابه: “جمعتكم اليوم لأخبركم بأمرٍ مهمٍ. فقد أخبرني جدّي رسول الله (ص) أنني سأساق إلى العراق، وأنزل أرضًا يقال لها عمور أو كربلاء. وفيها أُستَشْهَدُ، وقد اقترب الموعد”.
قال الإمام الحسين (ع) لأصحابه: “أعطيتكم الآن الإذن بأن تتفرقوا. لقد رفعت عنكم عهد البيعة. لقد حلّ الليل بكم، وغطاكم بستره. خذوا الليل مركبًا، وباعوا أيديكم بأيدي رجال أهل بيتي. تفرقوا في مدنكم وأوطانكم. إن القوم لا يريدون غيري. إذا وصلوا إليّ، فسيتركون طلب غيري”.
قال إخوة الإمام الحسين (ع) وأولادهم وأولاد إخوته وأولاد عبد الله بن جعفر: “لا يبقينا الله بعدك! لن نفعل ذلك لنبقى بعدك”. كان أول من ردَّ بمثل هذا الكلام هو الإمام العبّاس بن علي (ع)، ثمَّ تبعه بنو هاشم من بعده.
قام أبناء عقيل ومسلم بن عوسجة وزهير بن القين كلٌّ منهم وتكلم بلسان كريم وشريف، وأعرب عن خجلهم من عدم امتلاكهم أكثر من نفس واحدة ليقدموها في سبيل الإمام الحسين (ع).